۲۵۳.ينابيع المودّة عن ابن عبّاس :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ : يا عَبدَالرَّحمنِ ، إنَّكُم أصحابي ، وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ أخي ومِنّي ، وأنَا مِن عَلِيٍّ ، فَهُوَ بابُ عِلمي ووَصِيّي ، وهُوَ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ هُم خَيرُ الأَرضِ عُنصُرا وشَرَفا وكَرَما . ۱
۲۵۴.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ يَصِفُ بِهَا النَّبِيَّ الأَعظَمَ صلى الله عليه و آله ـ :عِترَتُهُ خَيرُ العِتَرِ ، واُسرَتُهُ خَيرُ الاُسَرِ ، وشَجَرَتُهُ خَيرُ الشَّجَرِ . ۲
۳ / ۱ ـ ۸
مُباهَلَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بِهِم
۲۵۵.تفسير الفخر الرازي :رُوِيَ أنَّهُ صلى الله عليه و آله لَمّا أورَدَ الدَّلائِلَ عَلى نَصارى نَجرانَ ، ثُمَّ إنَّهُم أصَرّوا عَلى جَهلِهِم ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّهَ أمَرَني إن لَم تَقبَلُوا الحُجَّةَ أن اُباهِلَكُم .
فَقالوا : يا أبَا القاسِمِ ، بَل نَرجِعُ فَنَنظُرُ في أمرِنا ثُمَّ نَأتيكَ .
فَلَمّا رَجَعوا قالوا لِلعاقِبِ ۳ ـ وكانَ ذا رَأيِهِم ـ : يا عَبدَ المَسيحِ ، ما تَرى ؟ فَقالَ : وَاللّهِ ! لَقَد عَرَفتُم يا مَعشَرَ النَّصارى أنَّ مُحَمَّدا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، ولَقَد جاءَكُم بِالكَلامِ الحَقِّ في أمرِ صاحِبِكُم . وَاللّهِ ! ما باهَلَ قَومٌ نَبِيّا قَطُّ فَعاشَ كَبيرُهُم ولا نَبَتَ صَغيرُهُم ، ولَئِن فَعَلتُم لَكانَ الاِستِئصالُ ، فَإِن أبَيتُم إلَا الإِصرارَ عَلى دينِكُم وَالإِقامَةِ عَلى ما أنتُم عَلَيهِ ، فَوادِعُوا الرَّجُلَ وَانصَرِفوا إلى بِلادِكُم .
وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ وعَلَيهِ مِرطٌ ۴ مِن شَعرٍ أسوَدَ ، وكانَ قَدِ احتَضَنَ الحُسَينَ وأَخَذَ بِيَدِ الحَسَنِ ، وفاطِمَةُ تَمشي خَلفَهُ ، وعَلِيٌّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ خَلفَها ، وهُوَ يَقولُ : إذا دَعَوتُ فَأَمِّنوا .
فَقالَ اُسقُفُّ نَجرانَ : يا مَعشَرَ النَّصارى ! إنّي لَأَرى وُجوها لَو سَأَلُوا اللّهَ أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مَكانِهِ لَأَزالَهُ بِها ، فَلا تُباهِلوا فَتَهلِكوا ولا يَبقى عَلى وَجهِ الأَرضِ نَصرانِيٌّ إلى يَومِ القِيامَةِ .
ثُمَّ قالوا : يا أبَا القاسِمِ ، رَأَينا أن لا نُباهِلَكَ وأَن نُقِرَّكَ عَلى دينِكَ .
فَقالَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ : فَإِذا أبَيتُمُ المُباهَلَةَ فَأَسلِموا ؛ يَكُن لَكُم ما لِلمُسلِمينَ وعَلَيكُم ما عَلَى المُسلِمينَ ، فَأَبَوا ، فَقالَ : فَإِنّي اُناجِزُكُمُ القِتالَ ، فَقالوا : ما لَنا بِحَربِ العَرَبِ طاقَةٌ ، ولكِن نُصالِحُكَ عَلى أن لا تَغزُوَنا ولا تَرُدَّنا عَن دينِنا ، عَلى أن نُؤَدِّيَ إلَيكَ في كُلِّ عامٍ ألفَي حُلَّةٍ : ألفاً في صَفَرٍ ، وأَلفاً في رَجَبٍ ، وثَلاثينَ دِرعا عادِيَةً مِن حَديدٍ .
فَصالَحَهُم عَلى ذلِكَ . وقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، إنَّ الهَلاكَ قَد تَدَلّى عَلى أهلِ نَجرانَ ، ولو لاعَنوا لَمُسِخوا قِرَدَةً وخَنازيرَ ، ولَاضطَرَمَ عَلَيهِمُ الوادي نارا ، ولَاستَأَصَلَ اللّهُ نَجرانَ وأَهلَهُ ، حَتَّى الطَّيرَ عَلى رُؤوسِ الشَّجَرِ ، ولَما حالَ الحَولُ عَلَى النَّصارى كُلِّهِم حَتّى يَهلِكوا .
ورُوِيَ أنَّهُ صلى الله عليه و آله لَمّا خَرَجَ فِي المِرطِ الأَسوَدِ ، فَجاءَ الحَسَنُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ فاطِمَةُ ، ثُمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُما ، ثُمَّ قالَ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» ۵ .
وَاعلَم أنَّ هذِهِ الرِّوايَةَ كُالمُتَّفَقِ عَلى صِحَّتِها بَينَ أهلِ التَّفسيرِ وَالحَديثِ . ۶
1.ينابيع المودّة : ج ۲ ص ۳۳۳ ح ۹۷۳ ، وراجع : مئة منقبة : ص ۱۲۲ ومقتل الحسين للخوارزمي : ص ۶۰ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۹۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۳۷۹ ح ۹۱ .
3.وهو عبد المسيح بن ثوبان اُسقف نجران ( شرح الأخبار : ج ۲ ص ۳۳۹ ) ، والعاقب يُطلق على من يكون بعد السيّد ؛ أي يعقبه ( راجع : بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۲۶۴ ) .
4.المِرطُ : كِساءٌ من صوفٍ أو خَزٍّ كان يؤتَزَرُ به (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۸۸ «مرط») .
5.الأحزاب : ۳۳ .
6.تفسير الفخر الرازي : ج ۸ ص ۸۸ .