رئيس معهد العلوم والثقافة الإسلامية: ركائز الحوكمة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله تُعدّ نموذجاً لتقدّم المجتمع الإسلامي
أكد حجّة الإسلام والمسلمين الدكتور نجف لَكزائي، في افتتاحية المؤتمر السادس للعلوم الإنسانية الإسلامية، أنّ دراسة سيرة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من خلال سبع ركائز للحوكمة الحديثة يمكن أن تقدّم نموذجاً لتطوّر المجتمع الإسلامي.
بحسب إدارة العلاقات العامة في معهد القرآن والحديث، ألقى حجّة الإسلام والمسلمين الدكتور نجف لَكزائي رئيس معهد العلوم والثقافة الإسلامية، كلمته بوصفه المتحدث الثالث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس للعلوم الإنسانية الإسلامية تحت عنوان: «مدرسة وسيرة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: علوم إنسانية إسلامية مُربِّية للإنسان وبانية للمجتمع»، والذي عُقد في معهد القرآن والحديث. وقد أشار في حديثه إلى التحولات العلمية العالمية، قائلاً: منذ تسعينات القرن الماضي ظهر علم جديد يُعرف بـ«الحَوْكَمة Governance» أو «الحوكمة الحديثة»، وهو تقنية ناعمة تستفيد من جميع العلوم الإنسانية، بل ومن مختلف العلوم بهدف تحقيق التقدّم على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.أهمية سيرة النبيّ في مجال الحوكمةوأكد الدكتور لكزائي أنّه بالنسبة لنا، نحن الذين نعدّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدوتنا الكبرى، فمن الضروري أن ندرس كيف لبنية الحوكمة في السيرة النبوية أن تقدّم حلولاً عملية لإدارة المجتمع.سبع ركائز مشتركة في نظريات الحوكمة الحديثةوأوضح أنّه بناءً على دراسة أجراها باحثون في مدرسة الحوكمة التابعة لمؤسسة الشهيد بهشتي (ره)، وبعد مراجعة نحو مئتي تعريف ونظرية في مجال الحوكمة، تبيّن أنّ هناك سبع ركائز مشتركة بين هذه النظريات، وهي:1. أساليب الحوكمةوأشار إلى ضرورة البحث في الأساليب التي استخدمها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لتحويل مجتمعٍ قبليٍّ جاهلي إلى مجتمع إسلامي متحضر خلال ثلاثة وعشرين عاماً.2. الفاعلون (الجهات المؤثرة)وأوضح أن الحوكمة الحديثة تقوم على اجتماع الفاعلين الأساسيين حول طاولة واحدة. ومن الضروري معرفة كيفية تَشَكُّل هذه الأدوار في السيرة النبوية، وكيف حُدِّد موقع الدولة والمؤسسات المدنية والقوى الاقتصادية.3. وظائف الحوكمةوبيّن أنّ الوظائف الأساسية الثلاث هي:السياسات العامةالتنظيم (بناء الهياكل، وضع القواعد، الإشراف)التسهيل (التمكين وإزالة العقبات)4. أهداف الحوكمةوأشار إلى أن التقدّم في العالم المعاصر يتمحور غالباً حول الاقتصاد، بينما في السيرة النبوية يجمع التقدّم بين البعد المادي والبعد الروحي معاً.5. نمط الحوكمةوبيّن أنّ نماذج الحوكمة الحديثة تذكر ثلاثة أنماط: الهرمي، السوقي، والشبكي، بينما يقوم نمط الحوكمة النبوية على «النظام الولائي».6. نطاق الحوكمةوأوضح أنّ نطاق الحوكمة في السيرة النبوية يتسم بالامتداد الزماني والمكاني، وذلك منسجم مع الطبيعة العالمية للرسالة كما ورد في القرآن الكريم.7. القِيَموبيّن أنّ منظومة القيم – بما تشمل من أعراف ومعايير وميول – تشكّل جزءاً أساسياً من أي نموذج للحوكمة.دعوة إلى اعتماد هذا النموذج في الدراسات البحثيةوختم الدكتور لكزائي بالقول: يمكن لهذه الركائز السبع أن تشكّل إطاراً علمياً لدراسة السيرة النبوية في مجال الحوكمة ونأمل أن تحظى باهتمام الباحثين.الإشارة الختاميةتجدر الإشارة إلى أنّ الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس «العلوم الإنسانية – الإسلامية، البحث والتكنولوجيا» تحت شعار:«مدرسة وسيرة النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم… علوم إنسانية إسلامية مُربِّية للإنسان وبانية للمجتمع»انعقدت بمشاركة:آية الله رشاد (رئيس معهد الثقافة والفكر الإسلامي)، الدكتور سعيدي روشن (رئيس معهد الحوزة والجامعة)، الدكتور برنجكار (رئيس معهد القرآن والحديث)، الدكتور لكزائي (رئيس معهد العلوم والثقافة الإسلامية)، الدكتور شهرياري (رئيس منظمة سمت)، والدكتور بهرامي، وبحضور رؤساء المراكز الأعضاء في مجمع مراكز البحوث للعلوم الإنسانية الإسلامية، وذلك يوم السبت 15 آذر 1404 هـ.ش، حضورياً وعبر الإنترنت، في قاعة الاجتماعات بمعهد القرآن والحديث.
لمتابعة أخبار وبرامج معهد القرآن والحديث عبر تطبيق إيتا
https://eitaa.com/quran_hadith
مصدر الخبر الأصلي:
استلام تسجيل صوت محاضرة الأستاذ في أسفل الصفحة