دراسة الفكر الكلامي لآية الله الريشهري مع التركيز على عقيدة النبوة
قال حجّة الإسلام والمسلمين الأستاذ علي راد في حفل تكريم الفكر الكلامي لآية الله الريشهري (رحمه الله) الذي أُقيم في قم: يبدو أنّ الحاجة إلى تفسير اجتماعي وتطبيقي للنبوة في فكر آية الله الريشهري قد دفعته إلى تبنّي مقاربة حديثية (تركّز على النصوص) بهدف صياغة نظرية كلامية تطبيقية؛ وهو ما يشكّل الفارق الجوهري بين منهجه ومنهج المتكلّمين التقليديين.
وفي هذا الحفل الذي نظّمته جمعية الكلام الإسلامي في الحوزة العلمية، وبمشاركة معهد القرآن والحديث وجامعة طهران وعدد من المؤسسات العلمية والتعليمية في قم، أوضح الأستاذ علي راد -عضو الهيئة العلمية في كلية فارابي بجامعة طهران- الأبعاد النظرية والمنهجية لفكر الريشهري الكلامي مع تركيز خاص على عقيدة النبوة، فقال: إن مقصودنا من «الفكر الكلامي» عند آية الله الريشهري ليس مجرد تحليل آرائه، بل الكشف عن فوق-النظرية الكلامية لديه في مجال النبوة. والسؤال الأساسي هنا هو: هل كانت مقاربته للنبوة مقاربة حديثية أم كلامية؟
وأضاف: إنّ الجواب عن هذا السؤال يتطلّب استعادة الإجابات المتعلّقة بـ«فلسفة علم الكلام» في تراثه الفكري؛ أي النظر في الأسئلة الثانوية المتعلقة بالمنهجية، وتاريخية البحث، ونقد الإشكالات في مباحث النبوة كما عرضها في مؤلفاته.
وأشار إلى أنّ الوصول إلى الهيكل النظري لنبوة الريشهري يتطلّب دراسة عشرة محاور بحثية ينبغي للباحثين تتبّعها في تراثه، وهي:
- أسباب وعوامل توجهه إلى بحث النبوة.
- أهمية ومكانة النبوة في مجموع بحوثه.
- تصنيف مؤلفاته وتاريخ تدوينها في هذا المجال.
- تطور آرائه المحتملة.
- البناء وشبكة المسائل ونظام الموضوعات في مباحث النبوة.
- منهجيته في تفسير عقيدة النبوة وتحليلها والدفاع عنها.
- الابتكارات المحتملة لديه.
- أهداف ووظائف مباحث النبوة في منظومته الفكرية.
- مدى تأثير منهجه وآرائه على علم الكلام المعاصر.
- نقد الفكر الكلامي لديه في باب النبوة.
ثم تطرّق الأستاذ علي راد إلى مسألة ترتيب الأولويات في مباحث النبوة قائلاً: في الكتب الكلامية الكلاسيكية، يغلب على مباحث النبوة الطابع العقلي النظري البحت، وهو ما يجعلها بعيدة عن اهتمام عامة الناس. أما آية الله الريشهري فقد قدّم الفلسفة الاجتماعية للنبوة في رأس هرم الأولويات في باب النبوة.
وأضاف: إنّ هذا التوجّه كان متأثّرًا بالبيئة الفكرية في عصره، ولتفسير هذه الأولوية ينبغي الإشارة إلى رؤية قائد الثورة الإسلامية، حيث جاءت هذه النظرة منسجمة مع النقد الذي وُجّه قبل الثورة إلى المتكلمين في مباحث النبوة؛ فعلى سبيل المثال، يشير تصريح لسماحة آية الله خامنئي عام 1974 إلى أنّ مجتمعنا لا يعرف حقيقة البعثة وهدفها، ولا ينبغي البقاء عند المسائل الهامشية من الدرجة الرابعة والخامسة، لأن الأساس هو: لماذا يجب أن تكون هناك نبوة أصلاً؟ فإذا لم تُفهم فلسفة النبوة بقيت سائر المباحث معلّقة.
وفي ختام كلمته صرّح الأستاذ راد: يبدو أنّ الحاجة إلى وضع تفسير اجتماعي وتطبيقي للنبوة دفعت آية الله الريشهري إلى تقديم مقاربة حديثية (تركّز على النصوص) بهدف صياغة نظرية كلامية تطبيقية، وهو ما يشكل الفارق الجوهري بين منهجه ومنهج المتكلّمين التقليديين.
يُذكر أن حفل تكريم الفكر الكلامي لآية الله محمد محمدي الريشهري (رحمه الله) أُقيم برعاية جمعية الكلام الإسلامي في الحوزة، وبمشاركة معهد القرآن والحديث، وجامعة طهران، وعدد من المؤسسات والمراكز العلمية في قم، وبمشاركة الأساتذة: محمدتقي سبحاني، عبدالهادي مسعودي، رضا برنجكار، علي راد، وسيد محمدكاظم طباطبائي، وذلك يوم الخميس 22 آبان 1404 من الساعة 8:30 حتى 11، في قاعة مؤتمرات الجمعيات العلمية في الحوزة.
أخبار وبرامج معهد القرآن والحديث عبر تطبيق إيتا
https://eitaa.com/quran_hadith
التسجيل الصوتي لمحاضرة الأستاذ علي راد في أسفل الصفحة
مصدر الخبر الأصلي: