التأكيد على ربط المعارف الوحيانية بالتجربة البشرية في إسلامية العلوم الإنسانية في فكر آية الله الري شهري
قال حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ محمد تقي سبحاني في حفل تكريم أفكار آية الله الري شهري الكلامية (رحمه الله) الذي أُقيم في قم: إن المعارف الوحيانية والمعارف الحديثية في فكر آية الله الري شهري لها طابع تطبيقي تماماً، ويجب أن نستعين بها في الميدان العملي لحل المشكلات الاجتماعية.
وفقاً لتقرير العلاقات العامة فی معهد القرآن والحديث، قال حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ محمد تقي سبحاني، رئيس قسم الكلام الأهل البيت (عليهم السلام) في معهد بحوث القرآن والحديث، في حفل تكريم أفكار آية الله الري شهري الكلامية (رحمه الله) الذي نُظّم بجهود جمعية الكلام الإسلامي في الحوزة العلمية وبالتعاون مع معهد بحوث القرآن والحديث وجامعة طهران وبمشاركة بعض المراكز والمؤسسات العلمية والتعليمية في قم، في شرح المنهج العلمي والأفكار ومنهجية آية الله الري شهري: مع الأخذ بعين الاعتبار التجربة الأربعينية بعد الثورة الإسلامية في مسار إسلامية العلوم، فإن أحد الأنواع والمناهج المهمة في هذا المجال هو المنهج المنبثق من الجهاز العلمي للمرحوم آية الله الري شهري؛ وهو منهج يرى إسلامية العلوم في ارتباط وثيق بالمصادر الوحيانية، ويعتقد أنه لا يمكن إنتاج معرفة إنسانية مستقلة دون الاستفادة من المعارف الوحيانية.
وأضاف: في الوقت نفسه، هذا الرأي يعارض النظرة الانعزالية التي تتصور أنه يمكن استخراج العلوم الإنسانية من نصوص القرآن والروايات فقط.
وأكد: كان المرحوم آية الله الري شهري يؤمن بضرورة التفاعل بين التجارب البشرية والمعارف الوحيانية، ويؤكد على ضرورة إقامة نقطة اتصال صحيحة بين هذين المصدرين للوصول إلى إنتاج علم إنساني قائم على الوحي؛ مثل علم النفس الإسلامي وعلم الاجتماع الإسلامي.
وأضاف أستاذ الحوزة العلمية في قم: في دار الحديث، تسري هذه الطريقة في التفكير في مجالات مثل الأخلاق وعلم النفس والكلام. ورغم أن بعض المجموعات مثل علم الاجتماع والاقتصاد توقفت في فترة معينة، إلا أن نية وتوجه المرحوم الري شهري كانت دائمة الحضور؛ أي السعي لإنتاج علوم إنسانية متكئة على الوحي.
وأشار إلى أهمية إعادة التعرف على المعرفة الكلامية المتشكلة في دار الحديث، وقال: إن معرفة كلامية خاصة تتشكل يجب إعادة التعرف على مبادئها ومنهجيتها. ورغم أننا لم نصل بعد إلى مرحلة تنفيذ نموذج المنهجية الكامل، إلا أن الحركة العلمية في دار الحديث يمكن أن تكون في المستقبل القريب أساساً لإنتاج نظريات جديدة في الكلام الإسلامي وتلعب دوراً مهماً في تطوير هذه المعرفة.
وقال حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ سبحاني، موضحاً الخصائص الخاصة السائدة في التيار الفكري لآية الله الري شهري: إنه كان يرى المصادر الوحيانية مستقلة في بيان الحقائق، واكتشاف التفاصيل من القرآن والسنة يوصلنا إلى حقائق التفاصيل.
وقال: في آثار وأفكار المرحوم آية الله الري شهري، يمكن رؤية معارف القرآن والحديث متصلة ومتكاملة. بل إنه استفاد حتى من روايات أهل السنة ولم يفصلها عن الميراث النبوي، وهو ما كان يعتقده آية الله البروجردي أيضاً.
وأضاف: في فكر آية الله الري شهري، المعارف الوحيانية والمعارف الحديثية لها طابع تطبيقي تماماً، ويجب أن نستعين بها في الميدان العملي لحل المشكلات الاجتماعية. لم يكن هناك موضوع جديد لم يؤلف آية الله الري شهري حوله كتباً.
وقال حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ سبحاني، معبراً عن شكره للأساتذة الحاضرين في الجلسة، معرباً عن أمله في استمرار هذا المسار، لنشهد توسع الفكر الكلامي والتنظير القائم على المعارف الوحيانية في الحوزات العلمية.
يُذكر أن حفل تكريم أفكار آية الله محمد محمدي الري شهري الكلامية (رحمه الله) نُظّم بجهود جمعية الكلام الإسلامي في الحوزة العلمية وبالتعاون مع معهد بحوث القرآن والحديث وجامعة طهران وبمشاركة بعض المراكز والمؤسسات العلمية والتعليمية في قم، وبمشاركة حجج الإسلام والمسلمين السادة: الأستاذ محمد تقي سبحاني، الأستاذ عبد الهادي مسعودي، الأستاذ رضا برنجكار، الأستاذ علي راد، والأستاذ سيد محمد كاظم طباطبائي، يوم الخميس 22 آبان 1404 من الساعة 8:30 إلى 11 صباحاً في قاعة مؤتمرات الجمعيات العلمية في الحوزة.
أخبار وبرامج معهد بحوث القرآن والحديث على تطبيق إيتا
https://eitaa.com/quran_hadith
تحميل تسجيل صوتي لمحاضرة الأستاذ محمد تقي سبحاني في أسفل الصفحة
مصدر الخبر الأصلي: