تمهيد
العقيدة المهدويّة من أرقى الأُصول الاعتقاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة للدين الإسلاميّ، فالإيمان بالإمام المهديّ عليهالسلام في مجتمعات العالم المعاصر المتعطّشة ـ أكثر من أيّ زمن مضى ـ للقيم الإنسانيّة وفي طليعتها العدالة الاجتماعيّة، يوفّر أرضيّة خصبة لتحقيق هذه الأُمنيّة التي تعدّ من أكبر أماني البشر على مدى التاريخ.
والنزوع الفطريّ الإنسانيّ إلى ظهور المصلح والمنقذ أفضى بمعتنقي جميع الأديان ـ على اختلاف منظوماتها الفكريّة ـ إلى التطلّع نحو مستقبل مشرق، ينتظرون فيه يوم انحسار ظلال الجور القاتمة وبزوغ ضياء العدالة على جميع بقاع العالم.
تأسيساً على ذلك يمكن أن تعدّ الجهود المبذولة لبلوغ عالم يخلو من الظلم ويزخر بالعدل محوراً لتوحيد الكلمة العالميّة على طريق تحقيق هذه الأُمنية الفطريّة الإنسانيّة.
ومع اختلاف أتباع المذاهب الإسلاميّة في خصائص المهديّ عليهالسلام، لكنّهم متّفقون على أنّ العدالة لا تعمّ أرجاء المعمورة إلاّ بيد شخص من أبناء رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ويحمل اسم المهديّ.
أمّا شيعة أهل البيت عليهمالسلام فمؤنون بأنّ الإمام المهديّ هو نجل الإمام الحادي عشر بعد الرسول صلىاللهعليهوآله ؛ استناداً إلى الأدلّة النقليّة وغيرها ممّا سيأتي تفصيله في هذه الموسوعة، وهو مازال حيّاً ينتظر أمر اللّه لظهوره كي يبدّد حجب الغيبة وينشر العدل في العالم.
وبشّر القرآن الكريم بتحقّق هذا النبأ العظيم بلغة الإشارة۱، حيث قال مُولِياً كلمةَ